آلام الصداع... متى تنذِرُ بالخطر وتتطلب العلاج الفوري؟

إن ضغوطات الحياة والسعي فيها وانشغال أفكارنا بتحقيق الأحلام أو بناء مستقبل مزدهر من عمل أو دراسة أو أهداف، يجعلنا دائمًا نشعر بالارتباك أو الخوف، إذ نبذل قصارى جهدنا حتى وإن كان على حساب صحتنا، وأحيانًا قد تحدث آثار جانبية تضر بها ونحن نغفل عن ذلك. ومن تلك الآثار الصداع الشديد، ولكن متى يكون الصداع شديد الخطر؟!

أنواع الصداع

كثيرٌ منا يتعرض لآلام شديدة بالرأس، وأحيانًا يُشَخَّص على أنه صداع، ولكن ما لا يعرفه كثيرون أن أكثر من 150 نوعًا من الصداع تقع في فئتين رئيستين: الصداع الأساسي والصداع الثانوي، وسنذكر بعضًا من الأنواع الأكثر انتشارًا في هذا المقال.

ومن أهم تلك الأنواع: الصداع الناجم عن التوتر أو الصداع التوتري، ويُصنَّف من أنواع الصداع الأساسي.

تعريف الصداع الأساسي

هو ذلك الصداع الذي لا يعود إلى حالة طبية أو إصابة طبية حديثة، إذ يكون أحيانًا ناجمًا عن التوتر أو الإجهاد، وتشمل أنواعه:

أولًا: الصداع العنقودي

وهو أشد أنواع الصداع الأساسي، إذ يحدث مرة إلى ثماني مرات يوميًّا خلال مدة معينة، التي قد تستمر من أسبوعين إلى ثلاثة أشهر. وقد يختفي الصداع تمامًا أشهر أو سنوات، ليعاود الظهور لاحقًا، فقد يكون شديدًا مع إحساس بالحرقان، وغالبًا يقع خلف إحدى العينين أو في منطقة العين نفسها.

ثانيًا: الصداع النصفي

هو ثاني أكثر أنواع الصداع الأولية شيوعًا، وتكون أعراضه ألمًا معتدلًا إلى شديد، مع الغثيان أو القيء، واضطراب في المعدة أو ألم في البطن. ويمكن أن يستمر الألم من أربع ساعات إلى ثلاثة أيام، وقد يكون ناتجًا أيضًا عن الحساسية للضوء أو الضوضاء أو الروائح القوية.

ثالثًا: الصداع المستمر اليومي

يحدث الصداع المستمر اليومي فجأة، ويستمر أكثر من ثلاثة أشهر، إذ يظهر عادةً لدى الأشخاص الذين لم يكن لديهم صداع متكرر من قبل. وتكون آلامه ثابتة ومستمرَّة دون انقطاع ويحدث تأثيره على جانبي الرأس، ولا يستجيب للأدوية.

رابعًا: الصداع التوتري

هذا النوع يكون ناجمًا عن التوتر والإجهاد، وهو أكثر أنواع الصداع شيوعًا، ويميل إلى أن يكون:

• على جانبي الرأس.
• يمكن أن يستجيب للعلاج دون وصفة طبية بالراحة، أو ممارسة أنشطة خفيفة مثل المشي، أو تجنُّب التوتر.

الصداع الثانوي

يرتبط الصداع الثانوي بحالة طبية أخرى، أو قد يكون ناجمًا عن إصابة طبية حديثة، مثل:

• مرض الأوعية الدموية في الدماغ.
• إصابة بالرأس.
• ارتفاع ضغط الدم.
• عدوى بكتيرية.
• الإفراط في استخدام الأدوية المسكنة.
• احتقان الجيوب الأنفية.
• التعرض لصدمة نفسية مجهدة.
• لا قدر الله، وجود ورم التهابي أو سرطاني.
• يمكن أن يحدث الصداع أيضًا نتيجة العوامل البيئية، مثل: كثرة تناول أطعمة أو مكونات معينة، مثل الكافيين، الأطعمة المخمرة، الشوكولاتة، والجبن.
• التعرض لمسببات الحساسية.
• التدخين المفرط أو التدخين السلبي.

كيف نتجنب الإصابة بالصداع؟

توجد عدة عوامل تؤثر على نحو ملحوظ في حياتنا اليومية وتساعد في تجنب الإصابة بالصداع، مثل:

• تغيير أنماط الأكل أو النوم والحياة اليومية.
• تجنب التعرض للاكتئاب، لأنه من المحفزات القوية لألم الصداع.
• عدم التعرض للإجهاد العاطفي المرتبط بالعائلة، الأصدقاء، العمل أو المدرسة.
• تجنب إجهاد العين أو الرقبة أو الظهر بسبب الجلوس بوضعية خاطئة.
• عدم التعرض للإضاءة القوية أو الضوضاء.
• التقليل من استخدام التكنولوجيا مثل الهواتف لأوقات طويلة.

متى يكون الصداع شديد الخطر ويتطلب العلاج الفوري؟

توجد علامات عدة تدل على خطورة الأمر، ويجب الفحص والذهاب فورًا إلى المستشفى إذا ظهرت الأعراض التالية:

• الارتباك أو صعوبة في فهم الكلام أو مشكلة في التحدث.
• الإغماء أو فقدان الوعي.
• حمى عالية (أكبر من 39 - 40 درجة مئوية).
• ضعف أو وهن في أحد جانبي الجسم.
• تصلب الرقبة.
• مشكلات في الرؤية أو صعوبة في المشي.
• الغثيان والقيء (إذا لم يكن بسبب آخر).

كيفية تشخيص الصداع

من المهم تشخيص الصداع بطريقة صحيحة عن طريق:

• الفحص السريري.
• الأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي عند الحاجة.
• اختبارات موجات الدماغ إذا تطلب الأمر.

في النهاية، نتمنى لكم دوام الصحة والعافية.