تعد الموسيقي شئ ثمين وجوهري في حياة الإنسان، فهي لغة بدون قاموس ويفهمها البشر بدون شرح أو تعليم ولا تقتصر علي نوع معين أو طبقة معينة من الناس، فكل من هو إنسان لديه مشاعر وأحاسيس تلمسه الموسيقي وتؤثر فيه.
وللموسيقى تأثير كبير على وجدان وكيان الإنسان، فهي تعتبر غذاء الروح وتهذب المشاعر وتأسره في عوالم أخرى يرتقي ويسمو فيها وتطرق بداخله أبواب المشاعر وتخلق حالات شعورية مختلفة من حب وسعادة وحزن ويأس وأمل وهدوء وتأمل وغيرها من آلاف المشاعر الأخرى، وسوف نتناول هنا بعض الآلات الموسيقية العظيمة التي تسحر الروح وتؤسر الوجدان.
أنواع الآلات الموسيقية
آلة البيانو Piano
هو آلة موسيقية وترية، وقد أتت تسميتها بالبيانو اختصارا لكلمة " بيانوفورت " وهو مصطلح ايطالي يعني الرقة واللين. ويوجد عدد كبير من الملحنين وكتاب الأغاني الذين يتقنون العزف على البيانو حيث يساعدهم في القيام بتجربة نغمات معقدة. ويعتبر البيانو آلة العظماء ويعبر عن الذوق الراقي وسمو الروح وله تأثير عظيم عليها حيث يبث مشاعر اللين والرقة ورفاهية الإحساس والحب والرومانسية والورود. وقد ابدع في العزف علي آلة البيانو كلا من شوبان وموزارت وبيتهوفن وغيرهم من عازفي الغرب، وزياد الرحباني وسليم سحاب وعمر خيرت من عازفي الشرق.
آلة الناي Flageolet
هو آلة موسيقية نفخية مصنوعة من الخشب ويعد من أكثر الآلات الموسيقية التي تصدر ألحان الحزن والبؤس التي تتسبب في أنين الروح ويرتبط الناي بالوحدة والشقاء والأسى بسبب صوته الغريب الذي يشبه صوت البشر في حالة البكاء والنواح، ويثير في داخل الإنسان مشاعر الشجن والآهات ومرارة البعد والفراق والشوق والألم والتعاسة. وهذه بعض الأبيات التي تعبر عن الناي والحالة الشعورية التي يبثها في نفوس سامعيه..
يا عازف الناي صوت الناي أشجاني
قل أنت بيتاً وخذ من آهتي الثاني
ما كِدتَ تنفخ حتّى باح ما أخفَت
أنفاس صدرك من حزن...ف أبكاني
يا عازف النّاي شدوٌ ذاك أم نَوح
أرَاك تبكي أعزَّ القول و البَوح
أضعت خلاً أم الدنيا بأكملها
أم غار فيك إلى أعماقك الجرحُ
يا عازف الناي ما أبكاك أبكانا
تبكي دياراً وأحباباً وجيرانا
ودعتهم ومرار البعد ملء فمي
والشوق أوقد في الأحشاء نيرانا
يا عازف الناي, قل للناي عن ألمي
وصف سيولاً جرت من أدمعي ودمي
لعل لحنك يحكي ما أحس به
فاللحن أبلغ تعبيرا من الكلم
يا ساهد الطرف أمسى في ما أمسى
الموت قاس... لكن هجرهم أقسى
أما سألت نجوم الليل كيف مضى
ليل على المرء.. لا يغفو ولا ينسى
يا عازف الناي جف الدمع من عيني
ظمأت فابحث بهذا القفر عن عينِ
لما تخافت صوتي في مسامعهم
أرسلت أسأل عن أخبارهم عيني
داري جراحك لا يدري بها بشر
وقل لنفسك ذا ما شاءه القدر
واصبر فإن هموم النفس تفتنها
فخيرة الخلق نالوا الخير اذ صبروا
يا غربة الآه في صدري كم انتفضت
وهم بقربي فما حسوا وما شعروا .
آلة الكمان Violin
يعد الكمان من أكثر الآلات تنوعاً في أدائه وإثارة للمشاعر المختلفة، نظراً لقدرتها علي تجسيد كل التعابير الإنسانية من أرق المشاعر المختلفة نظراً لقدرتها علي تجسيد كل التعابير الإنسانية من أرق المشاعر والأحاسيس حتى أقوى الانفعالات كالغضب واليأس، ذلك بسبب تعدد تقنيات العزف عليه، فعندما يصدر إيقاعات منتظمة هادئة تبث حالة شعورية يغمرها إحساس راقي ملهم يسكن الروح أو تكون حالة شعورية حزينة وكأن عازف الكمان يذبح روحاً بين يديه لإحساسها البالغ في الرقة وعندما تكون الايقاعات عشوائية عالية غير منتظمة فأنها تثير حالة من الغضب الذي يربك ويشعل ثورة في الروح أو حالة من الحماس الذي يحفز الانسان ويعلي روحه المعنوية.
آلة العود Lute
يعتبر العود من الآلات ذات الأصول الشرقية وله تأثير كبير في الثقافة العربية ونرى في تصميمه وشكله وجلسة عازفه الأصالة والتميز والسلطنة المنبعثة من ألحانه التي تأخذنا إلى كل شيء قديم، فبمجرد سماع صوت العود يأخذنا الحنين إلي الماضي والزمن الجميل الذي نفر من حاضرنا إليه، وليس فقط مجرد حنين إلي الماضي بل إنه يسافر بنا للأحياء والبيوت القديمة العتيقة التي نشعر فيها بالألفة، فما أجمل الحان العود العتيقة التي تغمرنا بالدفيء والإحتواء. فإذا أردت أن تأخذ جولة إلي الماضي والزمن الجميل فعليك بسماع الحان العباقرة.. محمد عبد الوهاب و فريد الاطرش و رياض السنباطي و سيد مكاوي و محمد القصبجي وغيرهم الكثير ممن أبدعوا في عزف آلة العود.
آلة القيثارة Harp
هي أقدم آلة موسيقية عرفها التاريخ حيث كانت بدايتها في العصر الفرعوني القديم. استخدمها الفراعنة في أغلب الأحيان لأداء الطقوس الدينية نظراً لقدرتها العالية في لمس الروح والإرتقاء بها وتهذيبها حيث أنها تتمتع بصوت مميز وساحر يوحي إلى عالم الخيال والأحلام والأمل عالم الفراشات والتحليق والتحرير من القيود عالم آخر مختلف كلياً عالم البراءة والنقاء والحيوية والإلهام صوت فريد من نوعه يغذي الروح ويشبعها بالإحساس والدفء.
آلة الساكسفون Saxophone
هي آلة موسيقية نفخية مصنوعة من النحاس الأصفر وسميت بذلك الإسم نسبة إلي مخترعها آدولف ساكس، وهي آلة قديمة غربية الأصل تزامن انتشارها مع تطور موسيقي الجاز التي تعتبر موسيقي مرتجلة عشوائية لها القدرة علي تهدئة الأعصاب وبنفس القدرة علي إثارة حماسك للتمايل والرقص وبث شعور البهجة والسعادة.
الفلوت Flute
يعد الفلوت من مشتقات آلة الناي ولكنه مصنوع من المعدن بينما الناي مصنوع من الخشب ويختلف عنه كلياً في الشعور أيضاً، حيث أن الناي مرتبط بمشاعر الحزن والأسى والشجن بينما الفلوت يستطيع أن يأخذك إلى عالم آخر، عالم الطبيعة حيث يسافر بك بين الشلالات والجبال والخضرة والنقاء. وتستخدم موسيقي الفلوت كثيراً في رياضة اليوجا لأنه يساعد علي خلق حالة من التأمل والاسترخاء والهدوء وتخدير جروح النفس والتخلص من الضغوطات والهروب من ضجيج العالم الذي يحيط بك إلي عالم آخر يملؤه السكون والراحة النفسية.
الطبلة drum
آلة الرق
آلة الرق هي إحدى الآلات الموسيقية التقليدية التي تتميز بجمال صوتها ورقي استخدامها في العديد من الأنماط الموسيقية. تُصنع عادة من الخشب، وتحتوي على جسم مجوّف وأوتار مشدودة، حيث تُعزف بواسطة قوس. تُستخدم في الموسيقى الشعبية والأغاني التراثية، وتضفي على الأداء لمسة خاصة من الإيقاع واللحن.
تعتبر آلة الرق رمزًا للثقافة والفنون في العديد من البلدان العربية، وغالبًا ما تُستخدم في المناسبات الاجتماعية والاحتفالات. كما تُسهم في تعزيز الهوية الثقافية وتوثيق التراث الموسيقي، مما يجعلها محبوبة بين العازفين والمستمعين على حد سواء.
إذا ألقينا نظرة على أدوات صنع آلة الرق نجد أنها تتكون من عناصر بسيطة لكنها تلعب دورًا أساسيًا في إنتاج إيقاعها المميز. يبدأ صنع الرق بتجهيز إطار خشبي دائري، يُختار غالبًا من خشب صلب مثل الزان أو الجوز، لضمان توازن بين المتانة وخفة الوزن. يُشد فوق الإطار غشاء رقيق، عادةً من جلد طبيعي مثل جلد الماعز أو مواد صناعية، مما يُضفي على الرق صوتًا نقيًا ومميزًا عند العزف. على جوانب الإطار، تُضاف صنوج معدنية صغيرة تضفي صوتًا رنانًا عند كل ضربة. بفضل هذه الأدوات، تُعتبر الرق جزءًا أساسيًا من الموسيقى الشرقية، تضفي عليها إيقاعًا فريدًا وملهمًا.
آلة الدف
الدف هو آلة موسيقية إيقاعية عريقة، لها تاريخ طويل في الموسيقى الشعبية والفلكلورية حول العالم. يتكون الدف عادةً من إطار دائري يُصنع من الخشب أو المعدن، ويغطيه جلد مشدود. عند الضرب على الجلد بإيقاع معين، يُصدر الدف صوتًا مميزًا يساعد في ضبط وتيرة الموسيقى وإعطاء إيقاع ثابت.
صناعة الدف تمر بعدة مراحل دقيقة لتضمن إنتاج صوت واضح ورنان. تبدأ العملية باختيار إطار الدف الذي غالبًا ما يكون مصنوعًا من الخشب، مثل خشب الزان أو الجوز، لأنه متين وخفيف الوزن. يُقص الخشب إلى شكل دائري ويُصقل جيدًا للتخلص من الشوائب والحواف الحادة.
ثم يُضاف جلد مشدود ليغطي أحد جانبي الإطار. يُستخدم جلد الحيوانات، مثل جلد الماعز أو السمك، بعد معالجته وتنعيمه، إذ يمتاز بمرونته وقدرته على إنتاج صوت مميز عند الضرب عليه. يتم تثبيت الجلد بإحكام باستخدام مسامير أو غراء خاص ليبقى مشدودًا.
آلة الكاخون
الكاخون هو آلة موسيقية إيقاعية ذات جذور إفريقية وأندلسية، ويتميز بجسمه الخشبي والمفتوح من الأسفل، ويعزف عليه عن طريق ضرب الأسطح الأمامية باستخدام اليدين أو الأصابع. تعتبر صيانة الكاخون مهمة للحفاظ على جودته الصوتية وطول عمره. أولاً، يجب تنظيف الآلة بانتظام باستخدام قماش ناعم لإزالة الغبار والأوساخ، مع الانتباه إلى عدم استخدام مواد كيميائية قاسية قد تؤثر على الخشب. كما يُفضل فحص الأسطح الخشبية بشكل دوري للتأكد من عدم وجود شقوق أو تلف. يمكن أيضاً التأكد من أن الأوتار الداخلية (إذا كانت موجودة) في حالة جيدة وأنها مشدودة بشكل مناسب للحصول على الصوت الأمثل. في حال تعرض الكاخون للبلل، يجب تجفيفه بسرعة وعدم تعريضه للحرارة المباشرة. التخزين في مكان جاف بعيدًا عن الرطوبة يساعد على الحفاظ على جودته.
وتتعدد الآلات الموسيقية وتختلف الحالات الشعورية التي تصنعها من رقة ولين، وهدوء و استرخاء، وحزن وأسى، وغضب وتأمل، وبهجة ومشاعر أخرى كثيرة تغذي روحك وتلهمك وترهف إحساسك... اختر آلتك التي ترغب بها واصنع لحنك الخاص وقم بضبط الإيقاع المناسب لحالتك واذهب إلى عالمك المفضل، ونجد أيضًا لآلة الرق دور في تعليم الموسيقى للأطفال يتمثل في تطوير حاسة الإيقاع والتنسيق الحركي لديهم. هذه الآلة تشجع الأطفال على التعاون والعمل الجماعي من خلال اللعب الموسيقي.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.