آثار المواد الإباحية في العلاقات وكيفية التعافي منها

أصبحت مشاهدة المحتوى الجنسي الصريح أو المواد الإباحية شائعة على نحو متزايد، وتشير البحوث إلى أن 46% من الرجال البالغين و16% من النساء يشاهدون المواد الإباحية عمدًا في الأسبوع عادة.

لا يتوقع كثير من الأفراد أن مشاهدة المواد الإباحية ستؤثر سلبًا في حياتهم، ومع ذلك فإن الاستخدام غالبًا ما يؤثر تأثيرًا كبيرًا في المستخدم، وكذلك في عائلته ومكان عمله ومجتمعه. والعلاقة الزوجية على وجه الخصوص غالبًا ما تتأثر بالآثار السلبية للمواد الإباحية.

بينما وجدت بعض البحوث أن استخدام الزوجين للمواد الإباحية يمكن أن يكون له بعض النتائج الإيجابية المحتملة، مثل الرغبة في تجربة سلوكيات جنسية جديدة أو زيادة التقارب الجنسي، لكن البحوث نفسها وغيرها وجدت آثارًا سلبية أكثر بكثير. وسنستعرض بعض الآثار السلبية للمواد الإباحية في العلاقات الزوجية، ونقدم خطوات نحو التعافي من العلاقات التي تضررت بسبب المواد الإباحية.

الآثار السلبية

يمكن أن يكون للمواد الإباحية عواقب سلبية على كل من المستخدم وشريكه الحميم، وبعض الآثار الضارة الشائعة للمواد الإباحية على المستخدمين يمكن أن تشمل الإدمان والعزلة وزيادة العدوانية وتشويه المعتقدات والتصورات عن العلاقات والجنس والمشاعر السلبية تجاه الذات وإهمال جوانب أخرى من حياتهم.

يعاني مدمن الإباحية وشريكه انخفاض الرضا الجنسي والتقارب العاطفي في العلاقة

غالبًا ما تمتد هذه العواقب السلبية إلى جوانب أخرى من حياتهم، لا سيما العلاقات الأسرية والزوجية وداخل العلاقات الزوجية الحميمة، أيضًا يمكن أن تكون للمواد الإباحية آثار سلبية في الجوانب التالية:

  • يواجه المستخدم صعوبة في الاستثارة الجنسية دون المواد الإباحية.
  • يفقد المستخدم الاهتمام، ويشارك في تجارب جنسية أقل مع الشريك.
  • قد يرتبط استهلاك المواد الإباحية بزيادة السلوكات مثل العلاقات العابرة والخيانة الزوجية.
  • يشعر الشريك بعدم الكفاءة الجنسية والتهديد بسبب استخدام المواد الإباحية.
  • قد يشعر الشريك أن بعض الأنشطة الجنسية التي يرغب فيها المستخدم غير مقبولة.
  • يعاني كل من المستخدم والشريك انخفاض الرضا الجنسي في العلاقة والتقارب العاطفي.
  • تنخفض الثقة بالعلاقة بسبب الكذب والخداع عن استخدام المواد الإباحية.
  • يعاني كل من المستخدم والشريك انخفاض الرضا والاستقرار في العلاقة، وضعف التواصل الإيجابي، وزيادة العدوانية النفسية بين الشريكين.
  • قد يشعر أحد الشريكين أو كلاهما بالقلق من تعرُّض الأطفال للمواد الإباحية.

خطوات نحو التغيير

على الرغم من أن التغلب على الآثار السلبية في العلاقات قد يكون تحديًا، لكن التعافي قد يكون ممكنًا، فمن الضروري أولًا أن يرغب الفرد في اتخاذ خطوات نحو التعافي، وقد يشجع الآخرين على التغيير، لكن فقط هو الذي يمكنه تحقيق التغيير في النهاية.

دون الدوافع الداخلية من المحتمل أن يكون التغيير سطحيًا أو قصير الأجل.

ويجب على المستخدم تنفيذ استراتيجيات لتعزيز الدافع للإقلاع عن المواد الإباحية، وبعض الاستراتيجيات قد تشمل:

التوعية بآثار المواد الإباحية

فهم الكيفية التي تسبب بها المواد الإباحية المشكلات، وقد يكون من المهم تخصيص وقت لتقييم تأثير المواد الإباحية في الماضي والنتائج المحتملة في المستقبل، وللشركاء قد تكون المحادثة المفتوحة عن الآثار السلبية مفيدة، في حين يعد هذا الموضوع صعبًا؛ لأنه يجب أن يكون لدى كلا الشريكين الوقت للتعبير عن مشاعرهما دون مقاطعة أو حكم من الطرف الآخر، فإذا تحولت المحادثة إلى جدال يمكن للشريكين الاتفاق على أخذ استراحة والعودة إلى الموضوع بعد أن تهدأ المشاعر.

الحوار بين الزوجين مهم عن تأثير المواد الإباحية في الماضي والنتائج المحتملة مستقبلًا

إعادة تقييم القيم

يمكن للأفراد الذين يأخذون الوقت للتفكير في قيمهم ومعتقداتهم وأهدافهم، وكيف يريدون أن ينظروا إليها أن يكونوا أكثر تحفيزًا للتغيير.

مواجهة المخاوف

عادةً ما يوجد سبب يجعل الأفراد يختارون ولوج المواقع الإباحية في البداية؛ لذا فإن التخلص من هذه العادة قد يكون تحديًا، وتحديد المخاوف المحددة من الإقلاع عن المواد الإباحية والاعتراف بها خطوة مهمة نحو حلها في النهاية.

تحمل مسؤولية التعافي الذاتي

بينما يمكن للآخرين تقديم الدعم والتشجيع، فإن الفرد فقط هو الذي يمكنه أن يقرر في النهاية إذا ما كان يرغب في التغيير وعلى استعداد لفعل ذلك بمساعدة مستشار ذي خبرة، ويمكن للأفراد الذين يرغبون في التغيير وضع خطة فردية تساعدهم على تحمل المسؤولية وبناء النجاحات التي ستساعدهم في تحقيق تغيير طويل الأجل.

اتخاذ الإجراءات

بعد أن يصبح الفرد متحمسًا ومستعدًا للتغيير، يحتاج إلى خطوات إضافية للإقلاع بنجاح عن عادة مشاهدة المواد الإباحية بسبب الطبيعة الخاصة للمواد الإباحية، وغالبًا ما يجد الأفراد صعوبة في التحدث عن مشكلاتهم مع الآخرين، ومع ذلك دون مساعدة من مستشار أو معالج مؤهل ومدرب للفرد والعائلة قد يكون من المستحيل تقريبًا التخلص من هذا السلوك المتجذر بعمق، ويمكن أن يكون للمستشار المؤهل والمدرب دور أساس في مساعدة الأفراد والعائلات في التغلب على القضايا الشخصية والعلاقات، وقد يقترح المستشار أيضًا الانضمام إلى مجموعة دعم أو برنامج علاجي وإنشاء نظام دعم مدة 24 ساعة.

ينصح بطلب المساعدة من معالج مؤهل والانضمام إلى مجموعة دعم أو برنامج علاجي

إضافة إلى ذلك تشمل الإجراءات إنشاء بيئة خالية من المواد الإباحية بالتخلص من أي مواد إباحية ومنع الوصول المستقبلي لهذه المواد باستخدام خدمة منع المواقع الإباحية من الراوتر والهاتف أو إزالة الوصول إلى الإنترنت عبر الهواتف المحمولة، ويمكن أيضًا وضع الكمبيوتر في منطقة متاحة عامة في المنزل كإجراء احترازي إضافي؛ لتقليل الرغبة في الوصول إلى المواد الإباحية.

أخيرًا، يمكن أن يكون إنشاء خطة عمل لأنشطة إيجابية بديلة للعادات القديمة مفيدًا للمستخدم؛ لكسر الأنماط السلوكية السابقة، وبناء مشاعر الكرامة والثقة بالنفس، وقد تشمل الاقتراحات للأشخاص ممارسة الرياضة واللعب، وبدء هواية جديدة، وتطوير الصداقات، أو أي نشاط صحي آخر يحبه المستخدم. وقضاء الوقت في السلوكات الصحية غالبًا ما يعزز صحة الأفراد الجسدية والعاطفية، ما يمكن أن يدعمهم في العثور على القوة لإنشاء حياة خالية من المواد الإباحية.

تقنيات مواجهة الشريك

يمكن أن يكون وجود شريك يعاني استخدام المواد الإباحية مشكلة كبيرة، فقد يلوم الطرف الآخر نفسه على سلوك شريكه.

يمكن أن تمنح مجموعات الدعم أو التحدث إلى شخص مؤهل مكانًا آمنًا للشريك لمشاركة إحباطاتهم وتعلم مهارات التكيف، وفي ضوء ذلك يحتاج الشريك إلى أن يكون محفزًا وداعمًا لقرار شريكه بالتغيير. 

الاعتراف بالإدمان ليس أمرًا سهلاً للمستخدم، ويمكن للأزواج الذين يتمتعون بالحب والتعاطف أن يشجعوا على التغيير، ويساعدوا المستخدم على العثور على سبل إيجابية للتعامل مع الإدمان.

المراجع

https://doi.org/10.3389/fpsyg.2020.613244

 https://fightthenewdrug.org/10-reasons-why-porn-is-unhealthy-for-consumers-and-society

https://extension.usu.edu/relationships/faq/how-can-couples-manage-issues-caused-by-pornography

- https://endsexualexploitation.org/articles/tips-to-overcome-pornography-use.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة